إن حالة الألم الشديد في منطقة الرقبة عند الشعور بتغير عاطفي يميل نحو الحزن أو حتى عند ازدياد القلق، يدل على وجود تقلصات وانقباضات عضلية تحدث في منطقة الرقبة ومنطقة الظهر، وهذه الظاهرة معروفة في العلوم الطبية النفسية، بمعنى أن التوترات النفسية الداخلية أيّاً كان مصدرها تؤدي تلقائياً إلى توترات وانشداد عضلي لدى بعض الناس. ويحدث هذا في أمكنة معينة في الجسم وأكثرها قابلية هي عضلات فروة الرأس وعضلة الصدر وعضلات الرقبة وعضلات أسفل الظهر وكذلك عضلات القولون العصبي.

ففي هذه الحالة، تتحول الشحنات والسمات النفسية من توتر وقلق وحزن إلى توتر عضلي، وهذا التوتر العضلي حين يكون شديداً يؤدي إلى هذا الألم.

أولاً: لا نستطيع أن نقول إن هذه المشكلة “مرض” بمعنى المرض، ولكنها ظاهرة نفسية، والظواهر النفسية هي حالات مرضيّة ذات درجات ألم أقل من حالات المرض، والعلاج هو بالطبع تفهم السبب، وقد قمنا بشرحه، وعليه يتوجب التوازن في العواطف بقدر المستطاع.

ثانياً: التعبير عن العواطف يعتبر أمراً جيداً ويقلل من هذه الحالات، لا نقول لك أنه يجب مواجهة الحزن دائماً بالبكاء والتعصيب، ولكن التعبير عن المشاعر بما هو معقول يؤدي إلى نوع من التفريغ النفسي قد يقلل من هذه الانقباضات العضلية، إذ أن ترك الشحنات النفسية الداخلية تتكون وتتراكم وكبت المشاعر الدفينة لا بد لها من أن تظهر على شكل توترات عضلية مؤلمة لك.

ثالثاً: هنالك تمارين تسمى “بتمارين الاسترخاء” وهي مفيدة جداً لعلاج مثل هذه الحالات، وهي تمارين تساعد على استرخاء العضلات ويمكن ممارستها من خلال الإستلقاء في مكان هادئ في الغرفة، حيث تكون الإضاءة غير شديدة. على أن يكون الكرسي مريح أشبه بالسرير، وبعد ذلك أغمض عينيك وتأمل في شيء طيب وجميل، بعد ذلك يمكنك القيام بقبض راحة اليد اليسرى بقوة وشدة وتركيز حتى تشعر بالألم، وقُل لنفسك:
(الآن أنا أقبض على راحة يدي بشدة وأحس بالألم)، وبعد ذلك قوم بإطلاقها وفكها والدخول في مزاج استرخائي، وهنا تقول لنفسك :
(الآن أنا في حالة استرخاء ويدي مسترخية)

يمكن تكرار هذا التمرين ثلاث مرات في اليد اليسرى، وثلاث مرات في اليد اليمنى، وطبق هذا التمرين على مجموعة العضلات الأخرى: عضلات الصدر، قُم بالشد عليها بشدة ثم بعد ذلك أطلقها، وهكذا بالنسبة لعضلات البطن وعضلات الساقين أيضاً والقدمين، أقبض بشدة ثم بعد ذلك أطلق العضلات لتكون في وضع استرخائي.

هنالك تمرين آخر وهو تمرين التنفس التدرجي، هذا التمرين يتطلب وأنت مستلقي وفي تأمل إيجابي وتذكر أحداث سعيدة، قُم بأخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، املئ صدرك بالهواء، وبعد ذلك أقبض على الهواء في صدرك لمدة قصيرة ثم أخرج الهواء عن طريق الفم، ويكون هذا أيضاً بكل قوة وبكل بطء، كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

رابعاً: ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية كرياضة المشي أو الجري، أو أي رياضة متاحة داخل البيت أو في نادٍ رياضي.

خامساً: حاول عند النوم ألا تضع رأسك على وسادة (مسندة) عالية، يجب أن تكون الوسادة واحدة وغير سميكة أو عالية.