يُفرط الآباء في حماية أطفالهم عن حسن نية، وذلك نتيجة قلقهم المبالغ فيه بشأن سلامتهم وكيفية اتخاذهم للقرارات،  ويكمن هدفهم الأساسي في حماية أطفالهم من الأذى، فمن الطبيعي أن يقلقوا بشأن سلامتهم ورفاهيتهم،  ولكن يجب على الآباء أيضاً تعليم أطفالهم كيفية التعامل مع المخاطر وتحمّل المسؤولية من خلال التجارب الحياتية.

وبحسب الدراسات  يسمح الآباء للأطفال بالمشاركة بمفردهم في الأنشطة التي يكون فيها احتمال تعرضهم للخطر منخفضاً.   وأنه عندما يُفرط الآباء في حماية أطفالهم فإنهم يُضيعون عليهم فرصة اكتساب مهارات السلوك المسؤول وبناء الاستقلالية وتنمية احترام الذات.

بعبارة أخرى، يمكن للوالدين تقويض ثقة الطفل بنفسه وتقديره لذاته عند الاستمرار في مراقبته وتوجيه سلوكه وعدم السماح له بفعل أي شيء بمفرده.

فالآباء الذين يُفرطون في حماية أطفالهم يعتقدون أنهم يساعدونهم وهدفهم هو حمايتهم، ولكن هذه النزعة قد تزيد عن حدها.

لكن  الإفراط في حماية الأطفال لم يعد فعال، ولذلك لأن  الأطفال يتعلمون من العواقب الطبيعية لسلوكياتهم، وإذا لم يُفسح لهم المجال لارتكاب الأخطاء وإدراك عواقبها لأن الوالدين يحمونهم باستمرار من الفشل والأذى، سيتعثر تطور شخصياتهم.

كما أنه عند تدخل الوالدين باستمرار لتوجيه سلوك الطفل حتى عندما يكون رفقة أصدقائه سيحرمه من اكتساب المهارات الاجتماعية اللازمة للاندماج.

إضافة إلى ان الأطفال يحتاجون إلى الوقت والمساحة، وهذا الأمر مهم ليكتسب الطفل الاستقلالية منذ الصغر ،فالتعلم من خلال العواقب الطبيعية في سن مبكرة يكون أسهل بالنسبة للطفل.أما إذا لم يتمتع الطفل بالمساحة الكافية للتعويل على نفسه، فمن المرجح أن يعاني من مشاكل سلوكية ستجعله عندما يكبر يلجأ لأخصائي.